بناء على طلب زائرى موقع كنوز وبعد ان بدأنا في سلسلة تعليمية بعرض الجزء الاول والثاني
والثالث من شرح لاهم الاشارات الدالة على القبور التكنيزية وكيفيه تفسيرها وحسن التعامل معها
لنضع زائر موقعنا الكريم فى بدايه الطريق للخوض والتبحر فى علم تحليل الاشارات التكنيزية
بعد ان ننتهى من سلسلة المقالات التى بدأناها بعرض الجزء الاول والثاني والثالث
ويمكنكم الاطلاع عليها من هنا:
الاشارات الدالة على القبور التكنيزية - الجزء الاول
الاشارات الدالة على القبور التكنيزية - الجزء الثاني
الاشارات الدالة على القبور التكنيزية - الجزء الثالث
واليوم سوف نعرض لكم الجزء الرابع من الاشارات الدالة على القبور التكنيزية - فتابعونا.
بعد البداية فى الجزء الاول بشرح تعليمي لتصنيف الاشارات التكنيزية و الاشارات التكنيزية الرومانية من زواحف وطيور
والجزء الثاني بشرح أهم اشارات الحيوانات التكنيزية الهامة واجزاء الانسان الدالة على الاشارات التكنيزية
مع توضيح الفارق بين الدفين التكنيزي التركي والدفين التكنيزي العثماني.
الدفين التكنيزي التركي او العثماني:
لمعرفه تواجد دفين تكنيزي من العهد التركي او العثماني فهناك عدة امور واشارات يجب ان تتوفر بالمكان
وهي ضرورية جدا ومهمة وهي عبارة عن رموز وضعت للاستدلال منها على مكان الدفين
حيث ان الاتراك كانو يستخدمون طريقة مهمة جدا في وضع كنوزهم واموالهم
الا وهي الخرائط والتي كانوا يصنعوها من جلود الحيوانات التي كانت معهم.
العلامات الدالة على تواجد دفين تكنيزي تركى او عثماني:
1- تواجد اشارة الهلال مع النجمه او الهلال مع الزائد او الهلال مع جرن صغير.
2- تواجد اشارة من عهد اخر تكون على نفس الصخرة
( عقرب ، جرن ، صليب ، او اشاره اخرى من الاشارات المعروفة )
3- تواجد اشارة زائد او اشارة اكس x على مسافة 7 امتار عن الهلال.
4- تواجد علامة التثبيت وهي اما طلقات رصاص او جرن رصاص او سيخ حديد او حربة
او حذوة او مر مغروز في الصخر.
5 - تواجد كتابة بالاحرف العربية قد تأتي بشكل ( بسم الله - ماشاء الله - الله محمد - محمد رسول الله )
او على الاقل حرفان من احرف اللغة العربية.
6- يجب ان يكون هناك وعلى مسافة لا تتجاوز 90 مترا حجر اما دائري الشكل او مربع
ولكن لونه تختلف عن طبيعة المكان.
هذه العلامات كلها مجتمعة تدلنا بشكل لايقبل الشك بوجود دفين تركي او عثمانى العهد.
حين نجد هذه الاشارات علينا ان ناخذ القياسات بشكل واضح كل اشارة على حدا ونعمل على رسم خريطة
ونعيد رسمها بشكل كلي ونربط المسافات ببعضها البعض.
ووجب التنويه على ان الاتراك استخدموا هذه الطريقة وكانو يصنعوا لها الخرائط لان المال الذي كان معهم
هو مال دولة واموال جباية وكانت هذه الخرائط تسلم الى الوالي او الحاكم ،
وكان رمز الهلال يعني ان المكان اصبح ملك الدولة ممنوع الاقتراب منه في ذلك العهد التركي.
اما الدفائن التركية التي دفنت اثناء خروجهم من بلادنا العربية وهم في حالة حرب فقد وضعوها بالاماكن المفتوحة
التي كانو يجدونها امامهم مثل مدفن او مغارة او بئر او رجم وكانو يضعون عليه علامة مما كانو يحملونه معهم
من سلاح مثل سيف او ذخيرة او خنجر او بندقية طبعا فوق المال.
ماهية الدفين التركي والعثماني:
الاتراك قديماً هى امة بدوية وقبيلة ضاربة غازية والقبيلة في علم الاجتماع هي كيان موحد داخلي محارب بشكل دائم.
وهذا التعريف اتفق عليه المؤسسون لعلم الاجتماع البشري فالأتراك خرجوا من وسط اسيا ضمن القبائل الايغورية
ولكنها قبيلة خضعت لتميز شديد بسبب اعلان
اشياخها وابائها المؤسسين انتمائهم للاسلام حضارة وعقيدة وثمة علاقة هامة بين السلاجقة وبين بعض البيزنطيين
كانت حاسمة في دفع عثمان بن ارطغل الى التوسع غربا ليتمكن من تاسيس قاعدة ومنطلق مكن ابناءه لاحقا
من اسقاط البيزنطيين وفتح القسطنطينية وقيام اعظم خلافة اسلامية واخرها.
ثمة امر غفل عنه المؤرخون هم غافلون دوما ولم يقف عليه الا اللجه ابن خلدون ويتعلق بولع المغلوب بالاقتداء بالغالب.
ولكن هذه القاعدة نسبية جدا فالغلبة الحقيقية هي غلبة
حضارية ولذلك غلبنا الفرس عسكريا ولكنهم كادوا يسرقون الأمة حضاريا لأنها أوشكت أن تتفرس.
الأمر نفسه يصدق على الأمة التركية والحضارة اليبزنطية وريثة
الرومان فقد وجد الاتراك انفسهم يحتذون البيزنطيين ثقافيا وحضاريا وشعروا بهذا وهم المفعمون بالعزة القومية
فقاوموا ما امكنهم ونجحوا احيانا ولكن لابد من جدلية التثاقف الحضاري وتجلى ذلك في البناء
ولكننا ونحن ننظر الى الاشارات والرموز تفطنا الى انهم استلهموا اغلب الرموز البيزنطية بما فيها الرموز الدينية
والحضارية والاجتماعية.
والامثلة الشاهدة هي الشمس واشارات الكواكب والصلبان والخيل والحيوانات المدجنة فعلينا ان نلاحظ
انها اكثر دقة واقل جمالية عند البيزنطيين من الرومان واكثر عملية واقل جمالية عند الاتراك وعلينا ان ننتبه الى ان
الرموز ستضعف فنيا وجماليا عند الانحدار الحضاري التدريجي لتصبح اقرب
الى الرسوم البدوية في تجلياتها العثمانية في البلاد العربية وهنا مربط الفرس فالاشارات التركية البيزنطية
هي في بلاد الاناضول وارض روم الى تخوم بلاد اليونان حتى البلقان وهي الموروثة المعدلة المتقنة
اما العثمانية فشأن اخر .... ماهو؟
هذا ما سنعرفه فى قادم السطور ان شاء الله
الفارق بين الدفين التركى والدفين العثماني:
نعم علينا ان نفرق بين التركي والعثماني تفريقا حضاريا وجغرافيا وزمنيا وثقافيا وقوميا ايضا
فالترك هم امة وقومية اما العثمانييون هم قادة امميون اسلاميون أي الوجه الامبراطوري
والعقائدي للامة التركية التي ظهر فيها الاستعلاء الحضاري مما جعلها في قطيعة مع الرعية البايليكية.
من هنا نفهم البعد العملاني والمضلل والتمويهي للإشارات العثمانية التي لايزال يراها الكثير ضربا من الحظ المخفي
وينكرها بعض اهل الفضل اما الحشو فلا نعتد بهم ونفرق بشكل مباشر بالتالي:
- الدفين التركي:
اعتمد النقش والتابيد والتكنيز وهو الكنز بمفهومه الاركيولوجي والتاريخي والثقافي .
- الدفين العثماني:
اعتمد التقييد والخرائط والوصايا والتلبيس والامانة بما هو رهن زمني ومال محجوب منتظر.
واذا شاع لفظ الامانة للتخفيف من حدة الكنز ولبيان الحرمة الدينية والحفيظة السرية.
نعم الفيلسوف وضح المفهوم المصطلحي وهل تظنون المفهوم سهلا.
انه نصف العلم عند من يخضع لسلطان المنهج والمنطق سنواصل لا مع المصطلح بل مع الخصائص.
خصائص الدفين العثماني:
عليكم ان تفهموا ان هذا علم تاريخي وليس هوسا او خرافات بدوية حمقاء الذين يتحدثون عن الاجداد والجدات
هم يشربون القهوة قرب وادي القرى ولايفقهون من هذه الامور الا الحكايات
التافهة والتسالي المضحكة عليهم ان يفهموا التاريخ الخطير ولن يفهموه لان التاريخ علم انساني له شروطه
وليس سردا قصصيا ممتعا وليس انفعالا وجدانيا او دينيا او عاطفيا التاريخ
مر وصعب احيانا لانه موضوعي ومحايد ولايقبل التعسف والاكراه لن يفهموا ابدا لان العقلية العلمية عقلية نقدية
مقارنة وصارمة اذا علينا ان نلخص الامر بالسهل البسيط فنقول ليس الدفين التركي بالدفين العثماني ؟؟
- جغرافيا:
لان الاتراك ميزوا بين ارض الترك وارض البايليك المفتوحة.
- تاريخيا:
لان الدفائن في بلاد العرب ليست مثلها في هضبةالاناضول.
- اشاريا:
لان الدفائن التركية دقيقة والعثمانية مضلله ومعقدة وملغزة.
ولنا ان نقول بكل قوة وصدمة اتحدى من ياتيني باشارة تركية فعلية لصليب بيزنطي/تركي في البلاد العربية المشرقية
وكذا الافعى والطاووس وغيرها من الاشارات التي وضعها الاتراك لا الامم
التي سبقتهم اما خرافة انهم وضعوا اشارة على اشارة في البلاد العربية ووضعوا كنزا فوق كنز
فهي من الحكايات الملفقة التعيسة ولكن لم ترصد اشاراتهم عند العرب انها رصدت رصدا قويا
في بلادهم من ارض روم والاناضول وانطاليا وقونية وبكل بساطة لان الدفين في تلك البلاد تركي صرف
والدفين في البلاد العربية تركي /عثماني - اي ان الفرق هو في المكان والحضارة فالترك كانوا يعلمون
انهم سيغادرون وان عليهم تامين وطنهم وان ارض العرب ستخرج من ايديهم وكان هذا من نهاية القرن التاسع عشر
وكانت المؤامرات تطبخ على نار هادئة وكان القادة العثمانييون يطلعون على ما يحدث عبر جواسيس
مبثوثين في كل مكان وزمان فى تلك الحقبة وكان الاعداد للحفاظ على الهوية التركية
ونقل البلاد من الوهن الى المجد والترقي وكان اغلب الضباط الكبار ينتمون لهذه الجمعية الماسونية الخبيثة.
التي اوهمتهم انهم ابطال المستقبل ومن ثم كشفت لهم عن حقيقتها ولات حين مناص
وكان الولاة والجباة وصغار الضباط وبعض كبارهم ينهبون ما خف حمله وغلا ثمنه عبر النهب المنظم للولايات العربية
وهو ما اوغر الصدور وكانوا يعلمون انها موغرة وان النار تحت الرماد ولذا كان التامين والتخزين والاخفاء والامداد
على قدم وساق ولاسبيل الى ضبط المخفي في ارض العدو المتوثب
الا بخرائط محكمة واساليب ترميز عسكري لها شيفرة متغايرة ولكن الكود الاستدلالي واحد كيف؟؟
ربما سنكشف ذلك لاحقا.
اهم فوارق خصائص الدفين التركى والعثماني:
ان الدفين التركي كما رصدناه في المبحث السابق يتميز بجملة من الخصائص المميزة
ولكن اهمها ان اغلبه دفين فردي او شبه جماعي وموطنه البلاد التركية الى حدود ارمينيا شمالا والى تخوم بلاد البلقان غربا
والى بلاد الخرز شرقا والى لواء الاسكندرون وديار بكر والموصل جنوبا اما الدفين العثماني فموطنه البلاد العربية المشرقية
من الجزيرة شرقا الى خليج العقبة غربا وسائر البلاد الشامية بباديتها اذ الاردن واعالي الحجاز
لا وجود لها ككيانات مستقلة الا عبر التدبير البريطاني الخبيث فامارة شرقي الاردن هي بادية الشام تاريخيا.
ان الدفين العثماني عسكري بالاساس تموينا او امداد او تهريبا او تخزينا او حماية اوتضليلا ولم يكن عملا منظما
بل كان عملا اضطراريا في الزمان والمكان فلا وجود لدفين عثماني قبل سنة 1850م
بالمفهوم التخزيني التكنيزي اما التركي فموجود منذ ان فتحت بلاد الاناضول وارض روم واضنة
واستقرت الدولة التركية/العثمانية في عاصمتها التاريخية بيرصا قبل ان تتحول الى امبراطورية بعد سنة 1453 م
بعد سقوط القسطنطينية.
اهم خصائص الدفين العثماني:
1- الصرامة العسكرية:
فهو دفين منظم جدا ومدروس بعناية وكميته معروفة وسرية جدا باعتباره عملا عسكريا صارما
وعلى ذلك فقياساته معلومة جدا وكل خطأ انما هو مقصود قصدا وكميته معلومة بالتدقيق
فكل صندوق تركي يحوي 3 طبنجات وبندقية و25 كيسا كل كيس به 75 ليرة ذهب مجيدي
هذا في الصندوق الحربي العسكري الكبير وهو ما يكفي لتموين جيش من 700 مقاتل لمدة شهرين كاملين.
2- الخفاء والتجلي:
الكنز العثماني واضح الرموز وهي ثلاثة بالاساس العلامة الاولى وليست الاصلية وسنبين لماذا؟؟
والعلامة الارشادية والموضع الممكن للدفين فلا وجود
لمنطلق ولا وجود لنقطة صفر ابدا.اذ الدفين العثماني هو بنية كاملة لاتحكمها بشكل تام الا خريطة بأيدي اصحابها
وانما على الباحث عن دفين العسكر العثماني اتقان فن الخرائط
ليرسم بنفسه خريطة الموقع وعليه فيجب تجميع الاشارات جميعا لوضع الخريطة
وليس المسمار او الطلقة او الزائد هو التثبيت والدليل على هذا وجود هذه العلامات متباعدة جدا
عن بعضها البعض فأيها التثبيت اذا؟؟؟
3- الجغرافية المرشدة:
وهي اهم ما يساعد في تحديد الخريطة الموقعية للدفين العثماني وهي بالاساس الاودية جافة وسائلة
والكهوف غير العميقة والتلال المشرفة والاضرحة والمساجد الخالية والقلاع القديمة المهجورة.
4- الطلول العسكرية:
وهي المفتاح الاعظم للكنز العثماني ذلك ان الجنود كانوا يتركون المكان كما هو برجومه وعلاماته وتحديده
رغم ان الضرورة القتالية تفرض الاخفاء وتضليل العدو ولكن القوم يتركون كل شيء كما هو
حتى اصبح الناس يعرفون موضع الخيمة ودائرة المعسكر وخيمة التخزين ومكان المسجد
وحيثما بقيت تلك الطلول وعضدتها الاشارات والعلامات فثمة كنز عثماني في حدود المعسكر او غير بعيد جدا عنه.
الى هنا نكون قد وصلنا لنهاية الجزء الرابع من السلسله التعليمية المتواصله
والتي نتناول فيها شرح لاهم الاشارات الدالة على القبور التكنيزية وكيفيه تفسيرها وحسن التعامل معها
ووجب ان اقدم الشكر للاستاذ ابو بكر المغربى الذى تم نقل منه اجزاء كبيرة من مقال اليوم وله كل الشكر والتقدير
والى لقاء قريب فى الجزء الخامس والاخير ان اراد الله - دمتم بخير.
مصادر: